عاجل
السبت 22 مارس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي

أيمن الحسنين يكتب: الموقف المصري وضريبة خزائن الأرض وحروب الجيل الخامس

عندما طلب نبي الله يوسف عليه السلام الملك على خزائن الأرض، كان الرد من الله- سبحانه وتعالى- أن يولي يوسف على مصر، وهنا كانت الإشارة واضحة بأن مصر هي خزائن الله في أرضه، والتي تدفع ضريبتها من صد هجمات ومطامع المعتدين على مر العصور، مرورًا بالهكسوس والتتار والصليبيين ثم كان النصر المجيد في أكتوبر ٧٣.



نعم يا سادة كتب على مصر أن تتحمل دائمًا وأبدًا المسؤولية بين شعوب الأرض، ولم يكن مسمى أم الدنيا من فراغ.

مصر التي قال عنها المؤرخ هيرودوت إنها هبة النيل.

مصر التي شهدت قيام حضارات متعددة على أرضها، ربما كان كل ما نعرفه ابتداءً من الحضارة الفرعونية في الوقت الذي لم يكن هناك بلدان أو أسماء لكيانات تدعي أنها أصحاب حضارات!

ومع كل إنجاز على الأرض، تجد المؤامرات التي تهدف النيل من مصر ولكن يشاء رب العباد أن يمد يده لتبقى الدولة المصرية مرفوعة الرأس.

في الآونة الأخيرة كان الموقف المصري فيما يخص أهالينا من الشعب الفلسطيني في غزة؛ واضحًا وغير قابل للتأويل أو المهاترات، برفض التهجير القسري.

ويبدو أن الموقف الأمريكي المتمثل في تصريحات ترامب لتنفيذ مخطط إجلاء الفلسطينيين عن أرضهم قد أصبح جليًا للعالم أجمع، شعب يترك أرضه ووطنه، لاستمرار آخرين من دون أرض أو وطن! 

فمنذ بداية العدوان الإسرائيلي على شعب غزة كان التصريح الواضح للقيادة السياسية المصرية بالرفض المطلق للتهجير إلى أرض سيناء- حتى قبل أن يحدث كلام أمريكي في هذا الشأن. 

لقد عملت الدبلوماسية المصرية على احتواء الأزمة لالتقاط الأنفاس بعد هذا التدمير الممنهج بمقدرات الشعب الفلسطيني، خصوصًا في غزة.

اتصالات ومقابلات ومفاوضات، منها ما يتم الإعلان عنة وأخرى لا تخرج للنور حتى يتم الانتهاء منها، ثم نجحت الهدنة ولكن. 

الغطرسة الأمريكية تتحدث بشكل مباشر لتعلن طلبها ما تم رفضه سابقًا مرارًا وتكرارًا. 

هل تقومون برسم جديد لخريطة المنطقة باستخدام الطرق الجديدة لأجيال الحروب والمتمثلة في حروب الجيل الرابع والخامس؟ ومع ظهور إيلون ماسك وربط ذلك بما يتم الإعلان عنه من تقنيات الذكاء الاصطناعي ما بين التحديات والفرص وفرض واقع جديد من خلال حروب تستخدم الهجمات السيبرانية على أنظمة مختلفة للدول وتقنيات الجرائم الإلكترونية التي غيرت مفهوم الحروب التقليدية! 

ربما كان هذا ما تفكر فيه قيادة أمريكا.

لقد كان تصريح إيلون ماسك أثناء قمة الذكاء الاصطناعي المنعقدة سابقًا في المملكة المتحدة عام ٢٠٢٣، بأننا نحن البشر نواجه خطر تقنيات استخدام الذكاء الاصطناعي والتي تعتبر أشد فتكًا من القنابل النووية!

ثم استطرد قائلًا: نحن لأول مرة أمام كيان سوف يشكل تهديدًا للبشر فهو أكثر ذكاء منهم! هذا ما قاله الملياردير الأمريكي المعروف بهدف إيصال رسالة للعالم تحمل في طياتها (احترسوا مما هو قادم!). 

ثم يظهر مرة أخرى مع الرئيس الأمريكي الجديد ترامب ليعلن تأييده الكامل وتوفير ما يلزم لنجاحه في مهامه كرئيس لأمريكا.

عندما نتابع ما يتم الإعلان عنه من محاولات رسم شرق أوسط جديد مع ما تمت الإشارة إليه من حروب أجيال جديدة تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي والتزييف العميق واستغلال تواجدك في فضاء إلكتروني معلوماتي يوفر لك كل شيء متصل بشبكة الإنترنت الدولية، إذن كل شيء مباح، تزييف أخبارك وصورك ورسم فزاعة بنشر أخبار موجهه لتؤدي في النهاية إلى إيصال رسائل موجهه للرأي العام. 

إذن الوعي مطلوب من الشعوب في الأوقات الحالية والتماسك والتكاتف خلف قيادتها، الأمور تحتاج إلى فلترة كل ما تسمع أو ترى، ربما كان الواقع افتراضيًا! بهدف نقلك إلى مساحات من تزييف الحقائق.

مصر محفوظة بإذن الله ووحدة شعبها خلف قيادتها وجيشها ولدينا من العقول التي تعي ما أقوله تمامًا، وأوكد أن سياسات الحروب قد تغيرت كما سبق الإشارة اليه، الوعي ثم الوعي والوقوف صفًا واحدًا. 

لن يغلب العقل البشري الذي حباه الله بالمعجزات، من عقول مصطنعة تدار بتقنيات ذكاء اصطناعي مفتعلة.

حفظ الله مصر وجعلها دائمًا وأبدًا أم الدنيا أمنًا وأمانًا.  

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز